ملك الصرقعه
عدد المساهمات : 9 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/02/2012
| موضوع: انظر رحمه لله بنا..~ السبت فبراير 18, 2012 2:56 am | |
| الملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم من خير وشرّ ، وهؤلاء هم المعنيون بقوله تعالى : ( وإنَّ عليكم لحافظين – كراماً كاتبين – يعلمون ما تفعلون ) [ الانفطار : 10-12 ] .
وقد وكل الله بكل إنسان ملكين حاضرين ، لا يفارقانه ، يحصيان عليه أعماله وأقواله : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد – إذ يتلقَّى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ – مَّا يلفظ من قول إلاَّ لديه رقيب عتيد ٌ ) [ ق : 16-18 ] .
ومعنى قعيد ، أي : مترصد . ورقيب عتيد ، أي : مراقب معد لذلك لا يترك كلمة تفلت .
والظاهر أن الملائكة الموكلة بالإنسان تكتب كل ما يصدر عن الإنسان من أفعال وأقوال ، لا يتركون شيئاً ؛ لقوله تعالى : ( مَّا يلفظ من قولٍ ) [ ق : 18 ] .
ولذلك فإن الإنسان يجد كتابه قد حوى كلّ شيء صدر منه ، ولذلك فإنّ الكفار ينادون يرون كتاب أعمالهم يوم القيامة قائلين : ( يا وَيْلَتَنَا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربُّك أحداً ) [ الكهف : 49 ] .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ) (1) .
وذكر ابن كثير في تفسيره عن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية : ( عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ ) [ ق : 17 ] ، ثم قال : " يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ، ووكّل بك ملكان كريمان ، أحدهما عن يمينك ، والآخر عن يسارك ، فأمّا الذي عن يمينك ، فيحفظ الحسنات ، وأما الذي عن يسارك ، فيحفظ السيئات ، فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر ، حتى إذا مت طويت صحيفتك ، وجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة ، فعند ذلك يقول الله تعالى : ( وكلَّ إنسان ألزمناه طَآئِرَهُ في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يَلْقَاهُ منشوراً – اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) [ الإسراء : 13-14 ] .
ثم يقول الحسن : عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك .
وذكر ابن كثير أيضاً عن ابن عباس في قوله تعالى : ( مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌُ ) [ ق : 18 ] قال : " يكتب كلّ ما تكلم به من خير أو شر ، حتى إنّه ليكتب قوله : أكلت ، شربت ، ذهبت ، جئت ، رأيت . حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله ، فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر ، وألقى سائره ؛ وذلك قوله تعالى : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أمُّ الكتاب ) [ الرعد : 39 ] .
وذكر ابن كثير عن الإمام أحمد أنّه كان يئنّ في مرضه ، فبلغه عن طاووس أنه قال : " يكتب الملك كل شيء حتى الأنين ، فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله " .
صاحب اليمين يكتب الحسنات والآخر السيئات :
في معجم الطبراني الكبير بإسناد حسن عن أبي أمامة : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلا كتب واحدة ) (2) .
هل تكتب الملائكة أفعال القلوب ؟
استدلّ شارح الطحاوية (3) على أنّ الملائكة تكتب أفعال القلوب بقوله تعالى : ( يعلمون ما تفعلون ) [ الانفطار : 12 ] ، فالآية شاملة للأفعال الظاهرة والباطنة .
واستدل أيضاً بالحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عزّ وجلّ : إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ، فإن عملها فاكتبوها سيئة ، وإذا همّ بحسنـة فلم يعملها ، فاكتبوها حسنة ، فإن عملها فاكتبوها عشراً ) (4) .
وفي الحديث الآخر المتفق عليه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قالت الملائكة : ربّ ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة ، وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنّما تركها من جرّاي ) (5) .
شبهة :
قد يقال : ألا يتناقض علم الملائكة بإرادة الإنسان وقصده مع قوله تعالى : ( يعلم خائِنة الأعين وما تُخْفِي الصدور ) [ غافر : 19 ] .
فالجواب : أن هذا ليس من خصائص علم الله تعالى ، فهو وإن خفي عن البشر ، فلا يعلم واحدهم ما في ضمير أخيه ، فلا يلزم أن يخفى عن الملائكة .
وقد يقال : إن الملائكة تعلم بعض ما في الصدور ، وهو الإرادة والقصد ، أمّا بقية الأمور كالاعتقادات ، فلا دليل على كونها تعلمها .
دعوة العباد إلى فعل الخير :
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط مُنفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهمّ أعط مُمسكاً تلفاً ) (6) مماراق لي
..
| |
|